إلى كل من عانقت روحه رياح الأمل، وامتزجت أنفاسه بنسائم الفجر العليلة، فانتشى من عبق الزهور، وارتوى من ندى أوراق الشجر، وانسابت نفسه مع شدى الأطيار المهاجرة.. إلى كل من تلوح في أفقه أنوارا خاطفة، تحثه على الرحيل.. وتذكره بالوعد القريب، والساعة الآتية.. إلى كل نفس تواقة إلى الهداية، متلهفة للقيا سيد من خلق الإلاه، تشرئب للأعالي، ولا تكل من معانقة السماء ومسامرة الليالي الساكنة الحالكة،
لاصطياد لحظات ثمينة من الأنس بالله ومن النعيم بمناجاته..إلى كل هؤلاء أبعث هذه الرسائل..رسائل النور.









mardi 10 mars 2009

آفـــــة اللسان



فإن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة، فإنه صغير حجمه ، عظيم طاعته وجرمه إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان و هما غاية الطاعة والعصيان.
واللسان رحب الميدان ليس له مرد ولا لمجاله منتهى و حد ، له في الخير مجال رحب وله في الشر ديل سحب، فمن أطلق عذبة اللسان و أهمله مرخي العنان سلك به الشيطان في كل ميدان وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى البوار، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، لا يطلقه إلا فيما ينفعه في الدنيا والآخرة ويكفه عن كل ما يخشى غائله في عاجله وآجله.
وأعصى الأعضاء على الإنسان اللسان، فإنه لا تعب في إطلاقه ولا مؤنة في تحريكه وقد تساهل الخلق في الإحتراز عن آفاته وغوائله والحذر عن مصائده وحبائله، و أنه أعظم آلة الشيطان في استغواء الإنسان.

قال" ص" : " من صمت نجا " و قال : " من يتكفل لي بما بين لحييه ورجليه أتكفل له بالجنة "
وسئل "ص" عن أكثر ما يدخل النار فقال : " الأجوفان : الفم والفرج "
ثم قال معاذ بن جبل: قلت : يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول .فقال: "ثكلتك أمك يا بن جبل وهل يكب الناس في النارعلى مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
ثم قال ص : ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن: الصمت وحسن الخلق"

وقال ص : " من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه و من كثرت ذنوبه كانت النار أولى به".
وقال تعالى: " ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "
قال ص : " لا تحاسدوا ولا تباعضوا ولا تفاحشوا ولا تدابروا ولا يغتب بعضكم بعضا وكونوا عبادا لله إخوانا".
وقال "ص" : مررت ليلة أسري بي على أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم فقلت يا جبريل من هؤلاء. قال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم
.
معنى الغيبة وحدودها
.
حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه . حتى في ثوبه وداره ودابته.
قال النبي "ص" : "هل تدرون ما الغيبة"." قالوا الله ورسوله أعلم .قال: " ذكرك أخاك بما يكرهه". قيل أرايت إن كان في أخي ما أقوله ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته".
وقال الحسن: ذكر الغير ثلاثة : الغيبة والبهتان والإفك.
واالغيبة لا تقتصر على اللسان فقط، فالإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حرام.
والمستمع لا يخرج من الإثم إلا أن ينكر بلسانه أو بقلبه إن خاف ، وإن قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر فلم يفعل لزمه
.
العلاج الذي يمنع اللسان عن الغيبة:
ــ
أن يعلم المرء أنه سيتعرض لمقت الله وسخطه.
ــ أن يشتغل بعيوبه عن عيوب الناس. قال "ص" : " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس".
ــ الصمت
.
علاج الأسباب المؤدية ‘لى الغيبة
:
ــ الغضب.
ــ موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء.
ــ إرادة التصنع والمباهات.
ــ الحسد.
ــ التكبر والعجب.
ــ السخرية.
ــ التعجب
.
الأعذار المرخصة في الغيبة:

الأول: التظلم.
الثاني: الإستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى منهج الصلاح.
الثالث: الإستفتاء : كمن يقول للمفتي (ظلمني أبي أو زوجتي أو أخي فكيف طريقي إلى الخلاص).
الرابع: تحذير المسلم من الشر، فإذا رأيت فقيها يتردد إلى مبتدع أو فاسق فخفت أن تتعد إليه بدعته وفسقه، فلك أن تكشف له بدعته وفسقه
.

lundi 9 mars 2009

(تتمة الحوار(2

كريــــــــــــــــــــم

بسم الله الرحمان الرحيم

ا. أود أن أجيبك على ما كتبته بخصوص صعود الإنسان إلى القمر..يجب أولا أن نتفق عن
ماهية العلوم التي ينبغي علينا وضعها موضع التقديس والتنزيه والعصمة من الزلل،
كمسلم اقر واعتقد أن القرآن والسنة النبوية الشريفة هي التي ترقى إلى هذا
المستوى، وما دونهما كلام يؤخد ويرد ولا يعتمد كدليل قاطع لا سيما في المسائل
العقدية. وأي تاويل للقرآن او السنة ليس فيه إجماع الأمة لا يرقى ايضا لدرجة
العصمة ايا كان مصدره، حتى ولو كان الباطن نفسه، لأن هذه العلوم الباطنية على
النحو الذي طرحت به في الكتب ليس لها أي تأصيل من الكتاب السنة اللهم إلا ما
يقال ممن قال باتصاله بالعالم الباطني، وهذا غير كاف لكي نرفعه إلى درجة
العصمة، ومن يفعل ذلك فكأنما يقول أن الذي يأخد علومه من الباطن كمن ينزل عليه
وحي من السماء، وهذا كما تعلم مجانب للصواب.

أما فيما يخص الغرب و خسة ودناءة حضارته المادية وشراستها وعدائيتها للإنسانية،
فأنا أتفق معك تماما، هم قوم باعوا أنفسهم للشيطان، ففتح الله عليهم من كل شيء،
لأن الدنيا هي جنتهم، ولهم في الآخرة عذاب أليم. غير ان العلوم والمعارف التي
طوروها لا يمكن أن نحكم عليها أيضا بالشيطانية، لأنها في الأصل طورت من قبل
علماء المسلمين ، ثم نقلت فيما بعد إليهم، ليقوموا بدورهم بالإضافة
إليهاوالتعمق فيها والرقي بها إلى ما وصلت إليه اليوم ، هذه العلوم هي ليست
حكرا على أحد، هي سنن كونية يريها الله تعالى لمن اتبع المنهج الصحيح في البحث
والدراسة والفهم، كنت ولا زلت أقول مع نقسي: سبحان الله ، الله عز وجل يرزق
عباده مهما كثروا على الأرض، فوتيرة النمو الديمغرافي متناسبة مع وتيرة التطور
العلمي، يشاء الله أن يتطور العلم الذي طور أساليب الزراعة والتي لو لم تطور
لما كان بإمكانها سد جوع الست مليار أو ما يزيد، بفضل هذا العلم قلت نسبة
الوفيات إلى حد كبير جدا، بفضل هذا العلم الناس يسافرون عبر القارات في ساعات
معدودة، ومنهم الحجاج طبعا، بفضل العلم أنا وإياك نتحاور ونتراسل بهذه السهولة،
رغم اننا ما كنا نعرف بعضنا أصلا..والقائمة طويلة جدا، أنا لا أنكر الجوانب
المظلمة لهذه العلوم كالدمار النووي وتغيير خلق الله، ولكني أتحدث عن العلم
الصرف الذي لا علاقة له بالنوايا، هذا العلم الذي وضعه الله في متناول من يبحث
عنه من البشر.

إذا كان الإنسان استطاع أن يغوص في المحيطات ويبني فيها قواعد ويكشف أسرار ذلك
العالم رغم أنه ليس وسط عيشه، وإن كان استطاع إطلاق أقماره الإصطناعية على علو
غير يسير، فلما لا يستطيع أن يصعد إلى سطح القمر، وهل إن كان قد فعل يكون الله
قد تخلى عن كونه، وهل بتدمير الإنسان لهيروشيما بالقنبلة النووية نسميه أيضا
عدم حفظ الله لكونه، ليس يوجد في القرآن والسنة أي نص يقول بعدم إمكانية
الإنسان صعود القمر، على العكس فهناك آية تبين إمكانية ذلك: " يا معشر الجن
والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفدون إلا
بسلطان" فالأرض جاءت معطوفة غلى السماوات، إذن ما يمكن أن يتم في الأرض يمكن
أيضا في السماء، والآية تنص على ذلك، وقد قرأت تفسير السلطان بكونه بالنسبة
للإنس هو سلطان العلم. هناك أيضا حقيقة توصل إليها علماء الفلك، بعد أن درسوا
طبقات القمر، وهذا طبعا بعد صعودهم إليه، تفيد أن القمر كان مضيئا مثل الشمس في
بداية الخلق، وقد وجد أحد كبار علماء المسلمين المعاصرين آية في القرآن تِؤكد
هذه الحقيقة العظيمة: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا ءاية الليل وجعلنا
ءاية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب"

ولا أظن يخفى عليك أن عددا من العلماء الغرب أسلموا بعد أن وجدوا أن القرآن
سبقهم قبل 14 قرنا إلى ما وصلوا إليه من علوم وصفتها أنت بالكفر والضلال
والزيغ، وأذكرك بقول الله تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى
يتبين لهم أنه الحق،" هذه هي وجهة نظري في هذا الموضوع والله أعلم. والسلام
عليكم ورحمة الله



(تتمة الحوار (1

كريـــــــــم
وعليكم السلام ورحمة الله،
لقد توصلت أخي برسالتك التي نصحتني فيها بالإستشفاء بالقرآن الكريم وقيام الليل، وقد أجدت وأصبت فيما قد قلت، لأن القرآن الكريم شفاء ونور ورحمة للقلوب والأبدان، وربيع لقلب وروح المؤمن، ليس يجلب الشفاء فقط وإنما سعادة الدارين، هو النور والضياء المبدد لكل ظلام، فضله على سائرالكلام كفضل الله على خلقه كما جاء على لسان المصطفى عليه الصلاة والسلام، نفعنا الله به وجعله هدى و شفاءا وسراجا منيرا، ونورا وبرهانا لنا يوم القيامة..آمين

حســـــــــن

أما بخصوص سؤالك ، صعود الإنسان للقمر
من قال هذا الكلام غير الكافرين الآخذين بزمام المادة والبعيدين عن جادة الصراط المستقيم ؟ قيل لشيخ: إن الإنسان نزل على سطح القمر ، قال : لعل الله فرط في كونه . إن المشكل ليس في الادعاء بالصعود إلى القمر ، ولكنالمشكل هو أن المسلمون الآن يصدقون كل ما يدعي به الغرب ويزعمه ، آخذين من معينهم ومواردهم ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم <ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فنحن نأخذ منهم كل شيء وبدون استثناء حتى معارفهم وعلومهمملقين وراء ظهورنا كتاب الله الذي هو المنطلق الحقيقي لكل العلوم الكونية والشرعية بكل ما يتعلق بمناحي الحياتين الدنيوية والأخروية ، صدقني ،لو اطلع علينا الآن فريق ومنهم على الخصوص، من يدعي أنهم لمسوا السماءبمركباتهم الفضائية وأخرجوا لنا صورا مفبركة وأعلنوا ضجة بجميع وسائلهم الإعلامية لصدقنا ذلك دون أن نفكر ولو للحظة هل هذا صحيح أم لا . لأنهم آخذين بزمام كل الأمور المادية ، ولقد أصبحنا ماديون إلى النخاع فما عسانا أن نفعل ونحن هكذا، إلا الاتباع والخنوع مغلوبين على أمورنا كلها ، وهذا هو الغثاء الذي أخبر به الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ،ولنسمع إلى قول الحق وما أصدقه من قول { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون} قالوا وصلوا إلى القمر الذي هو نور فالأولى أن يصلوا إلى الشمس التي هي ضياء . فمن الأولى بالوصول ، الضياء أم النور، فالنور يهدي إليه الله من يشاء من عباده المؤمنين وليس الضالين ولا المضلين ولا الكافرين ولا المشركين ، فالنور نور الله لن ينا له إلا من ارتضاه الله . واقرأ إن شأت{يهدي الله لنوره من يشاء} ولن تكون مشيئة الله مخالفة لقوله وحاشا لله، فالله وعد بالهداية إلى النور عبادهالصالحين وليس من يدعون العلم ويسفكون الدماء ويستنزفون الشعوب ويبذرون أرزاق العباد ويعيثون في الأرض الفساد، وهل هناك فساد أكثر من فساد الطبيعة المحيطة بالإنسان وتغيير قواها والسيطرة على المادة وتطويعهاللأغراض الدنيوية الدنيئة ، ورغم ذلك يدعون العلم ، أي علم هذا الذي يتشدقون به ؟ أهذا العلم الذي أوصل الإنسان إلى حافة يستحيل الرجوع عنها إلا بإلقاء الإنسان منها كقربان للشيطان ؟ أم هذا العلم الذي قامت به الحروب في أرجاء الدنيا ، ولن تستطيع أن تسمع خبرا ليس فيه سفك دماء ودمار ؟ أهذا الإنسان المدعي يجب أن يُصدق في أقواله ومزاعمه ، وأطروحاته الفتانة ورغم ذلك يدعون وصولهم إلى القمر ، فالله لم يفرط في كونه ولن يجعل للكافرين على المؤمنين من سبيل ، فإذا وطئت قدم هذا المدعي القمر الذي هو نور ، فماذا بقي للمؤمنين إلا أن يستوردوا النور من الكافرين كما تستورد جميع حاجياتهم فتنتفخ بذلك فاتوراتهم ، وليتساءل الإنسان المؤمن ، هل يستطيع أن يؤدي فاتورة النور ؟ولنسمع قول الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} وليتأمل المؤمن من أحق بالتصديق أقول الله أم قول المدعين ؟ أكتب هذا الرد وفرائسي ترتعد خوفا من الله على هذا الادعاء الشنيع والمسلمون عنه غافلون ، لعلهم اتخذوا الكافرين أولياء فهميصدقونهم في كل شيء حتى في أمور دينهم ، ولن يبخلوا عليهم بدورهم من النصح لهم أن كل من يكذب مزاعمهم فإنه متخلف ومتحجر ورجعي ولا يستطيع أن يساير العصر بعلومه ومعارفه ، وهذا لن يضير المؤمن الصادق في شيء ولن يثبط من عزيمته في شيء لأنه يعلم من الله ما لا يعلمه الكافر ،و لأنه مدرك كذلك أن الأنبياء والرسل هم أول من كذبوا ووصموا بالجهل وهم في قمةالعلم واتهموا بالجنون وهم أحكم العقلاء ونعتوا بأبشع النعوت وهم أشرف الشرفاء فصلاة الله عليهم جميعا حاملوا مشعل الهداية الربانية وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما آمينوالحمد لله رب العالمين وللحديث بقية

حوار حول الإتصال الباطني

مداخلتي التي نشرت في أحد المدونات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أما بعد، فإني قد قرأت كتاب الإتصال الباطني منذ سنوات، ولي عليه بعض المؤاخدات والإنتقادات أتمنى أن تتقبلوها بصدر رحب، أولاها رفضي الشديد لفكرة وردت في الكتاب مفادها أن الإنسان لم يصعد أبدا إلى القمر ولم تطأ قدماه سطحه، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها لأنها أصبحت من المسلمات، ثانيها ما ورد في الكتاب من كون الإنسان لا يستطيع أن يترقى بروحه في السماء، وهي فكرة تضحدها السنة الشريفة، وتقر فيما جاء في أحد الأحاديث أن المؤمن ترتقي روحه إلى السماء وتسجد بين يدي ربها مجرد ترديد بعض الأذكار قبيل النوم، المسألة الثالثة أنه ورد أيضا في الكتاب أن الذي ينكر تلك الطروحات المرتبطة بالإتصال الباطني الديني فهو ضال، ألم يكن بالأحرى إن كان الأمر كذلك أن تتناول الشريعة هذه الموضوعات وتبينها للناس حتى لا يقعوا في الضلال، كل ما ورد في هذا الإتجاه هو ذو طابع غرائبي وخفي و لا يمكن إخضاعه لأي دراسة أيا كانت طبيعتها لتبين صدقه من كذبه، فأنى لنا أن نصدق والحال كذلك..أضيف إلى ما ذكرت القدح اللادغ الذي حملته طيات الكتاب ضد رجالات التصوف العظام ممن أجمعت الأمة على صلاحهم وبلوغهم درجة الولاية، أتمنى ألا أكون قد أطلت وأتمنى أن أحضى منكم برد موضوعي لمقارعة ما ذكرته من حجج، والله يشهد أن كل قصدي هو
البلوغ إلى المعرفة والحقيقة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:جواب الأخ حسن
السلا م عليكم إذا كنت فعلا تبحث عن الحقيقة كما تقول وتريد أن تفهم
فمن صفة الباحث النزيه أن لا يصدر أي حكم عن أي موضوع حتى يدرسه من جميع
جوانبه ويحيط به علما ويجمع كل المعطيات اللازمة للبحث في الموضوع المراد
البحث فيه . أما أن تتصفح بعض الصفحات من أحد الكتب المراد دراستها وتحكم
عليه بجرة قلم ، فهذا ليس من صفة الباحث النزيه الذي يبحث عن الحق ولا
شيء غير الحق . كذلك من صفة الباحث النزيه أن يدرس ويبحث في الموضوع
المراد البحث فيه ليس انطلاقا من خلفيات أو أفكار مسبقة متشبعة بأطروحات
تعيق سير الباحث وتتخذ به مسارا آخر غير طريق الحق . وانطلاقا من هذه
المسلمات ينطلق الباحث في بحثه ودارسا الموضوع من كل جوانبه ، فكتاب
الاتصال الباطني هو فقط نقطة من بحر علم غزير مرتبط بجوانب كثيرة وعلوم
غزيرة منطلقها من الدين وليس غير الدين الإسلامي طبعا . فالجانب التصوفي
كما أشرتَ لهذا الموضوع لا يدرس من جانب النتيجة النهائية ، بل يدرس من
جانب الوسيلة كذلك المتخذة للبلوغ إلى هذه النتيجة لأن النتيجة التي يصل
إليها المتصوف المسلم هي نفس النتيجة التي يصل إليها البوذي والكنفوشيسي
والراهب وغيرهم وغيرهم ، هذا من جانب النتيجة ، أما من جانب الوسيلة فكل
وطريقته ،لكن الهدف واحد هو إما وحدة الوجود أو الاتحاد مع الخالق أو
الحلول أو اكتساب قوة ، يعني كرامة ، وكل هذه الطرق والوسائل تؤدي إلى
الكرامات . فهل هذا هو المقصود من الدين أو لهذا جاء النبيون والمرسلون
أم إلى غاية أخرى .... فالحديث طويل والطريق أطول . باختصار هذه
المواضيع تحتاج إلى نفس طويل وصبر قويم . أما بخصوص طلوع الإنسان إلى
القمر فهذا موضوع آخر يحتاج إلى كلام آخر . والسلام