إلى كل من عانقت روحه رياح الأمل، وامتزجت أنفاسه بنسائم الفجر العليلة، فانتشى من عبق الزهور، وارتوى من ندى أوراق الشجر، وانسابت نفسه مع شدى الأطيار المهاجرة.. إلى كل من تلوح في أفقه أنوارا خاطفة، تحثه على الرحيل.. وتذكره بالوعد القريب، والساعة الآتية.. إلى كل نفس تواقة إلى الهداية، متلهفة للقيا سيد من خلق الإلاه، تشرئب للأعالي، ولا تكل من معانقة السماء ومسامرة الليالي الساكنة الحالكة،
لاصطياد لحظات ثمينة من الأنس بالله ومن النعيم بمناجاته..إلى كل هؤلاء أبعث هذه الرسائل..رسائل النور.









samedi 18 mai 2013

علاج البطالة علاج لكل المشاكل


من وجهة نظري المتواضع، فإن كل سياسة اقتصادية  في أي بلد يجب أن تضع نصب أعينها هدفا كبيرا تلتف و تتكاثف به وحوله كل الأهداف الأخرى، وهو توفير الشغل للعاطل  والقضاء على البطالة.
التخطيط الاقتصادي والاقتصاد نفسه ليس له من غاية إلا تحقيق الرفاهية والعيش الكريم للمواطنين مما يحفظ لهم كرامتهم ويرتفع بإنسانيتهم إلى أعلى المرامي، فبعد أن بلبي الإنسان حاجاته الضرورية يتسنى له بعد ذلك أن يتجه إلى تطوير نفسه فكريا وثقافيا ويصقل مهاراته وإمكاناته فينتقل من طور الاستهلاك إلى طور الإنتاج والإضافة إلى وطنه والبشرية جمعاء مما بتفتق عن مواهبه من ابتكارات  وإنجازات تعود بالنفع على الآخرين.
وإذا كان الشغل والعمل الذي توفره البيئة الاقتصادية لمواطنيها يلبي هذه الحاجات الضرورية للإنسان فحري بالنخبة السياسية أن تجعل هذا الهدف محوريا تدور جوله كل الأهداف ، لأنها غاية تخدم الإنسان نفسه وتلبي له ما يحقق به إنسانيته وكرامته..
وإذا كان الأمر كذلك  فالسياسيون سيتجهون إلى تطوير منظومة التعليم والرفع بها إلى أعلى المستويات حتى يكون هذا الإنسان الخريج كفؤا للمنصب والوظيفة التي ستناط به، وبالتالي ستكون إنتاجيته عالية وإسهامه في تطوير بلده كبيرا ، فها قد وجدنا خيطا مهما يربط بين الغاية الأولى وهذه الغاية المتفرعة عنها ، والتي تعد من أهم عوامل التقدم في أي بلد في العالم، ثم لكي تتمكن الدولة من استيعاب جيوش المتخرجين من مختلف التخصصات، ستقوم بتشجيع الاستثمارات،  الداخلية منها والخارجية، وبهذا سترفع من جهة من رصيدها من العملة الصعبة، ما سيحقق لها التوازن المالي، واستقرار العملة المحلية أو ارتفاع قيمتها أمام العملات الصعبة، ومن جهة أخرى ستزيد من مداخيلها الضريبية بشكل كبير، ما سيمكنها من إنجاز المشاريع الاقتصادية الكبرى بتعاون مع القطاع الخاص في تشاركية  يناءة ، وتحقيق الاستقلال التكنولوجي في كثير من القطاعات و الحد بذلك من التبعية للخارج والارتهان إلى مؤسسات القرض الدولية وما بترتب على ذلك من سياسات تفقيرية تدفع فواتيرها الطبقات الكادحة. كما أن هذه المداخيل الضريبية الهامة ستمكن الدولة من بناء مزيدا من المدارس والمستشفيات والفضاءات السياحية التي تلعب دورا مهما في إنعاش الحركة السياحية التي أصبحت من محركات الاقتصاد في كل بلاد الدنيا، ومن بناء كل المرافق الكبرى التي تجعل البلد أكثر نماءا وازدهارا، وستعود الفائدة للإنسان الذي سيزداد حسه الوطني وحيه لوطنه، وبالتالي ستزداد إنتاجيته، كل هذا يتداخل وبتكاثف لبناء وطن متقدم متحضر..
أضف إلى ذلك أن توفير فرص كثيرة للشغل سيؤدي إلى زيادة الطلب في كل القطاعات مما سينعش الحركة التجارية التي تعد قلب كل الأنشطة الاقتصادية الأخرى، وهكذا تستمر حركية الاقتصاد في تطور دو طبيعة لولبية تصاعدية إلى ما شاء الله..

فإلى متى سيبقى موضوع البطالة  موضوع كباقي المواضيع الاقتصادية الأخرى، وكأنه مجرد درس في مقرر دراسي.