أخي وأستاذي الفاضل الدكتور طارق السويدان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث إليك بهذه الرسالة لأقترح عليكم أفكارا تبدو لي غاية في الأهمية، ولو تحولت إلى أعمال منجزة لعاد خيرها الكبير على الأمة جمعاء.
بادئ دي بدء، فإني أنوه بقناة الرسالة وأثمن غاليا مجهوداتكم الكبيرة المباركة في إخراجها وإعداد برامجها والإشراف عليها، وإني لأعتبرها بحق أفضل قناة إسلامية على الإطلاق.
غير أنه كانت لي ولا تزال صورة مثالية لما ينبغي أن تكون عليه قناة فضائية إسلامية، وللأسف لم تتحقق بعد تلك الصورة.
فالبرامج التي تقدمونها من خلال القناة هي غاية في الروعة والفائدة، غير أنه لا يتابعها إلا المتدينون أو المائلون إلى التدين من أبناء هذه الأمة ، وهؤلاء ليسوا إلا أقلية للأسف، أما الباقي فلا يتابعونها.
رؤيتي الشخصية هي أن عوام الناس لا يمكن التأثير فيهم وتغيير قناعاتهم إلا من خلال الأعمال الفنية، مثل الأفلام والمسلسلات والمسرح والموسيقى والبرامج الحوارية الساخنة والبرامج الميدانية التي تعايش هموم الناس وآلامهم.
اقتراحي هو أن تغيروا هيكلة القناة، بحيث تبقون على البرامج القائمة على أن تتخللها أعمالا فنية كالمسلسلات الدينية والأفلام التاريخية والسهرات التي فيها إنشاد ومدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وبرامج وثائقية وحوارية وميدانية، على أن تتحروا عناصر التشويق والإبداع والجمالية، وما أراكم عن ذلك ببعيدين ولله الحمد.
أعلم أن هذا النوع من الأعمال ليس بغزير من الناحية الكمية مثل ما هو عليه حال الأعمال غير الإسلامية، غير أني أراها كافية في مرحلة بدئية تتراوح بين السنتين وخمس سنوات.
هذا يدفعنا إلى التفكير في ضرورة الريادة في هذا المجال، فالأموال ولله الحمد موجودة، وما أظن إخواننا من الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال في الخليج والوطن العربي والإسلامي يبخلون على هذه الأمة ونهضتها. الأمة أحوج ما تكون إلى أعمال سينمائية كفيلة بتعليمنا تاريخنا وحاضرنا والصورة التي ينبغي أن تكون عليها أمتنا، لا سيما وأن السينما فضاؤها رحب، وقادرة على صياغة أي صورة لأي واقع.
أضف إلى ذلك المسرح والمسلسلات والفنون وغيرها.
لو وجدت قناة تشجع مثل هذه الأعمال وتبثها في برامجها، فهذه ستكون حتما البداية لغزو هذا الفضاء الرحب الفسيح وتغيير مفاهيم الأمة وقناعاتها بما يخدم دين الله تعالى، وإعادتها إلى سابق مجدها وعزها وانتصارها.
أتمنى أن أحضى منكم سيدي برد حتى أعلم أن صوتي قد وصل إليكم، والله تعالى يشهد يا دكتور طارق أني أحبك في الله وأعتبرك نمودجا يحتدى به، كثر الله من أمثالك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.