إلى كل من عانقت روحه رياح الأمل، وامتزجت أنفاسه بنسائم الفجر العليلة، فانتشى من عبق الزهور، وارتوى من ندى أوراق الشجر، وانسابت نفسه مع شدى الأطيار المهاجرة.. إلى كل من تلوح في أفقه أنوارا خاطفة، تحثه على الرحيل.. وتذكره بالوعد القريب، والساعة الآتية.. إلى كل نفس تواقة إلى الهداية، متلهفة للقيا سيد من خلق الإلاه، تشرئب للأعالي، ولا تكل من معانقة السماء ومسامرة الليالي الساكنة الحالكة،
لاصطياد لحظات ثمينة من الأنس بالله ومن النعيم بمناجاته..إلى كل هؤلاء أبعث هذه الرسائل..رسائل النور.









lundi 12 juillet 2010

رسالة مفتوحة إلى كل من كان له قلب

يا عبد الله .. يا أمة الله، أما آن أوان التوبة، أما آن الأوان أن نطوي صفحة المعاصي والغفلة عن الله والجري الأعمى وراء الدنيا
أما آن الأوان أن نضع حدا لخطط الشيطان ومكائده التي يسعى أن يوقعنا بها في جرف الندامة والهلاك، والإنتهاء بنا في دار الجحيم والعياذ بالله، أجل ..هذه هي خطته،هذا هو هدفه وبغيته، وإن كنت في حال من المعصية والبعد عن الله فاعلم ان ذلك إنما هو حصيلة هذه الخطط والمكائد، الشيطان عدو مبين للإنسان، وليس له من هدف إلا جعلك شقيا يريد اصطحابك معه إلى الجحيم، وبدون وعي منك تنجرف وراءه وتطيعه في كل ما يأمرك به، أما آن الأوان أن نستوقف هذا السير العبثي المنحرف في حياتنا الدنيا، ألا تعلموا أن الحياة إنما هي حياة الآخرة..وما الدنيا إلا محطة قصيرة سرعان ما تنتهي، وتنقضي مدتها فتجد نفسك بين جدران قبر ضيق مظلم ليس لك فيه من صاحب إلا عملك في الدنيا، فإن كان عملا صالحا كان رفيقك في قبرك .. جميل الطلعة زكي الرائحة يؤنسك فلا تشعر بالزمن ، ويتسع عليك قبرك حتى يصبح مد البصر، ويملؤه لك البارئ خضرة وجمالا ، ويكون كما وصفه الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام: روضة من رياض الجنة، أما إن كان عملك في الدنيا فاسدا كله معصية لله وإغضابا له، فاعلم أن رفيقك في قبرك سيكون بأسوأ خلقة قد تتخيلها ورائحته نتنة كريهة، وسوف لن يزيدك إلا وحشة في القبر ورعبا وألما ، وسيكون القبر حفرة من حفر جهنم والعياذ بالله..
لك أن تختار سيرك في الحياة، فإما أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، وتعاهد ربك أن تعمل كل ما في وسعك لطاعته وعبادته وتقواه فتكون إن شاء الله من الفائزين، وإما أن تختار طريق الغفلة والمعاصي والتكبر على ربك بترك الصلاة و هجر القرآن والوقوع في الكبائر والمنكرات فتكون من الخاسرين..
القضية هنا هي قضية اختيار، أنت من يختار، بالله عليك مع أي الفريقين تحب أن تكون؟ مع الفائزين أم الخاسرين.؟
أنا متأكد أنك ستختار الفريق الأول، لأنه ما من أحد من البشر يحب أن يكون شقيا ونهايته مخزية إلا من باع نفسه لإبليس اللعين فطبع على قلبه فهو من الخاسرين.
تب إلى الله مادمت حيا قبل أن يباغثك الموت فينسد في وجهك باب التوبة ولن ينفع حينها الندم..
ولتذكر قول الشاعر:
يا من بدنياه اشتغل وغـــــره طول الأمل
الموت يأتي بــغثة والقبر صندوق العمل

1 commentaire:

admin a dit…

بارك الله فيك أخي الحبيب على هاته الموعظة الطيبة، وأسأل الله تعالى أن تكون سببا في توبة الغافل وعودته إلى طريق الجادة

كنت هنا