إلى كل من عانقت روحه رياح الأمل، وامتزجت أنفاسه بنسائم الفجر العليلة، فانتشى من عبق الزهور، وارتوى من ندى أوراق الشجر، وانسابت نفسه مع شدى الأطيار المهاجرة.. إلى كل من تلوح في أفقه أنوارا خاطفة، تحثه على الرحيل.. وتذكره بالوعد القريب، والساعة الآتية.. إلى كل نفس تواقة إلى الهداية، متلهفة للقيا سيد من خلق الإلاه، تشرئب للأعالي، ولا تكل من معانقة السماء ومسامرة الليالي الساكنة الحالكة،
لاصطياد لحظات ثمينة من الأنس بالله ومن النعيم بمناجاته..إلى كل هؤلاء أبعث هذه الرسائل..رسائل النور.









lundi 9 mars 2009

(تتمة الحوار (1

كريـــــــــم
وعليكم السلام ورحمة الله،
لقد توصلت أخي برسالتك التي نصحتني فيها بالإستشفاء بالقرآن الكريم وقيام الليل، وقد أجدت وأصبت فيما قد قلت، لأن القرآن الكريم شفاء ونور ورحمة للقلوب والأبدان، وربيع لقلب وروح المؤمن، ليس يجلب الشفاء فقط وإنما سعادة الدارين، هو النور والضياء المبدد لكل ظلام، فضله على سائرالكلام كفضل الله على خلقه كما جاء على لسان المصطفى عليه الصلاة والسلام، نفعنا الله به وجعله هدى و شفاءا وسراجا منيرا، ونورا وبرهانا لنا يوم القيامة..آمين

حســـــــــن

أما بخصوص سؤالك ، صعود الإنسان للقمر
من قال هذا الكلام غير الكافرين الآخذين بزمام المادة والبعيدين عن جادة الصراط المستقيم ؟ قيل لشيخ: إن الإنسان نزل على سطح القمر ، قال : لعل الله فرط في كونه . إن المشكل ليس في الادعاء بالصعود إلى القمر ، ولكنالمشكل هو أن المسلمون الآن يصدقون كل ما يدعي به الغرب ويزعمه ، آخذين من معينهم ومواردهم ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم <ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فنحن نأخذ منهم كل شيء وبدون استثناء حتى معارفهم وعلومهمملقين وراء ظهورنا كتاب الله الذي هو المنطلق الحقيقي لكل العلوم الكونية والشرعية بكل ما يتعلق بمناحي الحياتين الدنيوية والأخروية ، صدقني ،لو اطلع علينا الآن فريق ومنهم على الخصوص، من يدعي أنهم لمسوا السماءبمركباتهم الفضائية وأخرجوا لنا صورا مفبركة وأعلنوا ضجة بجميع وسائلهم الإعلامية لصدقنا ذلك دون أن نفكر ولو للحظة هل هذا صحيح أم لا . لأنهم آخذين بزمام كل الأمور المادية ، ولقد أصبحنا ماديون إلى النخاع فما عسانا أن نفعل ونحن هكذا، إلا الاتباع والخنوع مغلوبين على أمورنا كلها ، وهذا هو الغثاء الذي أخبر به الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ،ولنسمع إلى قول الحق وما أصدقه من قول { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون} قالوا وصلوا إلى القمر الذي هو نور فالأولى أن يصلوا إلى الشمس التي هي ضياء . فمن الأولى بالوصول ، الضياء أم النور، فالنور يهدي إليه الله من يشاء من عباده المؤمنين وليس الضالين ولا المضلين ولا الكافرين ولا المشركين ، فالنور نور الله لن ينا له إلا من ارتضاه الله . واقرأ إن شأت{يهدي الله لنوره من يشاء} ولن تكون مشيئة الله مخالفة لقوله وحاشا لله، فالله وعد بالهداية إلى النور عبادهالصالحين وليس من يدعون العلم ويسفكون الدماء ويستنزفون الشعوب ويبذرون أرزاق العباد ويعيثون في الأرض الفساد، وهل هناك فساد أكثر من فساد الطبيعة المحيطة بالإنسان وتغيير قواها والسيطرة على المادة وتطويعهاللأغراض الدنيوية الدنيئة ، ورغم ذلك يدعون العلم ، أي علم هذا الذي يتشدقون به ؟ أهذا العلم الذي أوصل الإنسان إلى حافة يستحيل الرجوع عنها إلا بإلقاء الإنسان منها كقربان للشيطان ؟ أم هذا العلم الذي قامت به الحروب في أرجاء الدنيا ، ولن تستطيع أن تسمع خبرا ليس فيه سفك دماء ودمار ؟ أهذا الإنسان المدعي يجب أن يُصدق في أقواله ومزاعمه ، وأطروحاته الفتانة ورغم ذلك يدعون وصولهم إلى القمر ، فالله لم يفرط في كونه ولن يجعل للكافرين على المؤمنين من سبيل ، فإذا وطئت قدم هذا المدعي القمر الذي هو نور ، فماذا بقي للمؤمنين إلا أن يستوردوا النور من الكافرين كما تستورد جميع حاجياتهم فتنتفخ بذلك فاتوراتهم ، وليتساءل الإنسان المؤمن ، هل يستطيع أن يؤدي فاتورة النور ؟ولنسمع قول الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} وليتأمل المؤمن من أحق بالتصديق أقول الله أم قول المدعين ؟ أكتب هذا الرد وفرائسي ترتعد خوفا من الله على هذا الادعاء الشنيع والمسلمون عنه غافلون ، لعلهم اتخذوا الكافرين أولياء فهميصدقونهم في كل شيء حتى في أمور دينهم ، ولن يبخلوا عليهم بدورهم من النصح لهم أن كل من يكذب مزاعمهم فإنه متخلف ومتحجر ورجعي ولا يستطيع أن يساير العصر بعلومه ومعارفه ، وهذا لن يضير المؤمن الصادق في شيء ولن يثبط من عزيمته في شيء لأنه يعلم من الله ما لا يعلمه الكافر ،و لأنه مدرك كذلك أن الأنبياء والرسل هم أول من كذبوا ووصموا بالجهل وهم في قمةالعلم واتهموا بالجنون وهم أحكم العقلاء ونعتوا بأبشع النعوت وهم أشرف الشرفاء فصلاة الله عليهم جميعا حاملوا مشعل الهداية الربانية وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما آمينوالحمد لله رب العالمين وللحديث بقية

Aucun commentaire: